غريب أمرك أيها الإنسان، لا تدري ماذا تريد حقا ، دائماً ما ترى الجزء الفارغ في حياتك و لكن دوما سيظل هناك هذا الفراغ حتى و إن ملأته ، أرسل لك يا عزيزي الطبيب النفسي لأخبرك بما أمر به، أنها حالة غريبة من المزج بين نشوة السعادة و الإكتئاب ، بين الشغف و الخوف ، لطالما كنت جريئا و مقاتلا في سبيل من أحبه و ما أحبه و لكن هذه المرة الأمر مختلف يا عزيزي.
فهناك طاقتين متضادين تسحقني، طاقة أخلاقياتي في الحياة و طاقة مشاعري، هذه أول مرة تنفجر تلك الطاقة بعدما كنت أعتقد أنني شخص لا مشاعر له و أن دراسة الماكينات حولتني لماكينة أيضاً و لكن هيهات فداخلي وجدت أخيرا الصَبابة و رأيت كيف هو الوَجد و الوَلَه و الودّ ، منذ اللحظة الأولى حدث ذلك.
لا اعرف حقا ان كان هناك تبادل في أي شعور من تلك المشاعر أم لا و لكنني سأظل دائماً داعما و مانحا للطاقة ، و يراودني السؤال الملح على عقلي و قلبي يومياً ، هل أستحق لحظة واحدة من ذلك الشغف ، أبكي وحدي كثيرا بدون أسباب ، بدون مقدمات و بدون شعور بالمكان و الزمان ، لم أكن على دراية بكوني بذلك الضعف ، في ظروف أخرى كنت سأكون حاسما ، مقاتلا و مبادرا لدرء كل الشكوك و لكن كيف تتقدم في سباق محسوم، أنه يشبه سباق سيارات تشارك فيه بدراجة أمام سيارة سريعة و لم تسنح لك الفرصة في التسجيل فيه حتى و قد بدأ منذ مدة و في أي لحظة قد يعلن الحكم عن نهايته و لكنك لا تستطيع أن تمنع نفسك عن ركوبها و الجري بأقصى سرعة.
أنه مفترق طرق داخلي فإما أن تكمل سباقك نحو تلك الروح أو تكمل طريقك في نفس طريق السباق لتلوح فقط للفائزين بإبتسامة حقيقية متمنيا لهم التوفيق و السعادة و تظل داعما كما أنت.
و لكن أمر الطريق قد حسم و الدراجة قد ركبتها و مشيت في الطريق.
أدرك أنني لست ذلك الوسيم او ذلك الشاب الذي يظهر على التلفاز ليتحدث عن مغامراته و قصصه الكبيرة.
أدرك أنني لا أعلم كيف وصلت إلى تلك النقطة في الحياة و يلح عليك تساؤل حول أن كنت تستحق ما وصلت إليه في الحياة أم ان كل ذلك كان مجرد وليد الصدفة.
و لكن ما تعرفه يقينا أنك ستسعى دائما للسعادة و منح من حولك السعادة و أن كل الحزن و الإكتئاب هو مجرد شكليات لن تظهرها أن حدثت لأي شخص قرر أن يشاركك دراجتك، أدرك أن جسدي مثقل بدهون و روحي مثقلة بهموم.
لا أستطيع أن أكون مراوغا أو أن أقوم بألاعيب العقول و التي طالما أجدتها، لأنك لا تستطيع أن تراوغ روحا أشعلت جذوة داخلك فأنارت روحا مظلمة بدلا من أن تحرقها.
فهل أكمل السباق أم أكمل طريق السباق؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق