الخميس، 6 ديسمبر 2018

في الشارع الأحمر


حسنا، لم تكن تلك الليلة عادية ابدا، فالحروف تتحرك وحدها بتاثير الكحول الشديد، لا احد يعلم بليلة امستردام فالكل يعلم اني في مبارة شديدة الاهمية و لكني في في امستردام ابحث عن الحب المفقود، ابحث عن كلمة احبك حتي و ان كانت زائفة تحركها الاموال، بدات افقد وعيي بكل تاكيد هذه اجواء رائعة للابداع، لكن لما الابداع لشخص عاش عمره وحيداً لم يشعر بكلمة احبك ابدا حتي و ان كان دخل في علاقة حب سابقا، لا يهم ما سيفعله بي هذا الكلب الضخم فانا غائب كليا، اتمني ان يلتهمني و ارتاح من ذلك العذاب، اشتاق لكلمة احبك، اعيش من اجل تلك الكلمة علي الرغم من كوني سمعتها سابقا من فتاتي القديمة و لكنها كانت زائفة او بالاصح لم اكن احبها كي اشعر بها، ها انا مخمورا في شوراع امستردام ابحث عن فتاة تقول لي احبك حتي و ان كان في مقابل المال، لن انام تلك الليلة حتي اشعر بذلك الدفء المفقود، ستكون سهرة للعمر كله، لا يهم ان كان ذلك الجنس مقابل المال، لقد خسرت كل شئ رغم النجاح العملي و حان الوقت لشراء المشاعر المفقودة، صدقوني لا ابحث عن الجنس اطلاقاً و لكني ابحث عن الحضن الدافئ، ها هو امامي مضيئاً بيت الحب المدفوع مقدما، ساختار حبيبتي لليلة واحدة، و اذا قمت بحسابها فان مصاريف زواجك في بلدي ستكلفك ما يوازي الف ليلة و ليلة من الجنس هنا و اذا تزوجت فقط من اجل الجنس فهنا قد يكون افضل لك من حيث التكلفة و التنوع ايضا، دخلت الباب المضئ و تم استقبالي بابتسامة عظيمة من فتاة مثيرة و سالتني عن طلباتي و احلامي، قلت لها احب ان احب تلك الليلة، فما كان منها الا الضغط على الشاشة لتظهر لنا ست صور لست فتيات جميلات، يا للهول لقد دخلت التكنولوجيا لكل شئ حتي في تلك الصناعة، كان الست فتيات جميلات بشكل كبير و لم اعرف كيف ساختار، سالتها عن جنسياتهم فكانت منهم الاوروبية و منهم الافريقية و منهم من هي من بلدي و منهم من فرت من الحروب في بلاد مجاورة، بكل ثقة اخترت فتاة بلدي، لا اعلم ما الدافع هل هو الغيرة من ان يمارس معها الجنس شخصا اخر من بلد خليجي كالشخص الذي يقف خلفي منتظرا اختياري ام انه الدافع الاساسي ان اسمع كلمات الحب باللهجة التي حرمت منها، لا اعلم اخترتها و قد كان ما كان و اختار الخليجي فتاتين و سالني بانجليزية مميزة للخليج عن رايي في ان نتشارك هذه الليلة جميعا نخن الخمسة و سوف يدفع لي بدلا عني و لنتشارك جميعا في حفلة جماعية، اجبته بلكنة ايطالية تعلمتها مؤخرا: شكرا، احتاج للهدوء اليوم، و مررت من البوابة الذهبية نحو فتاة بلدي الجميلة و طلبت زجاجة شامبانيا فاخرة و ان كنت لا تعلم فان الشامبانيا هي خمر النبيذ، يا للروعة مناسبة جدا لحالتي، دخلت الحجرة و رايت وجهها و قالت لي بانجليزية ركيكة: اليوم انا ملكك، رددت عليها بلغتنا و لهجتنا المميزة، انتي اليوم شريكتي و لست ملكي ابداً. ضحكت ضحكة عظيمة و قالت لي يا للعجب تسافر الي هنا لتضاجعني بخمسة اضغاف ما يمكنك شرائي به في بلدنا، قلت لها انني لا يجب ان اذكرك بانني لم و لن اشتريك فانت لست سلعة حتى و ان اعتقدتي ذلك فنحن في اشغالنا نؤجر اعضائنا ايضا و نؤجر عقولنا و طاقتنا و نبتسم لمديرين اغبياء فقط لانهم يدفعون لنا، ما الفارق اذن يا عزيزتي انا فقط قادم لاسمع كلام الحب، قالت لي و هي تخلع ثوبها و تقترب مني: اليوم ساجعلك تشعر بانك اعظم رجل علي سطح الارض، قبلتها بشدة و حضنتها حضن عظيم، لا اعلم كم بقيت في احضانها و لكن بدات احزاني في التسرب خارج جسدي، و بدات دموعي في اغراق جسدها، نظرت الي بعطف قائلة، هل لديك مشكلة ما؟ استطيع ان اعيد لك مالك ان كنت لا تستطيع ممارسة الجنس و للعلم الطب هنا متقدم جدا و تستطيع ان تعود قويا و ساجعل لك ليلة مجانا، ابتسمت لها قائلا: لا ليست تلك مشكلة، و لكني لا ابحث عن الجنس، فقط ابحث عن الحب، انا فاقد للثقة بنفسي، ابتسمت قائلة: احكي لي اذن، قلت لها: عشت عمري و لم اشعر بالحب الحقيقي، لم يحبني احد كما احبه، كرهت شكلي في المرآة و كرهت صوتي و ملابسي و كرهت وجودي، عندما احب اقدم كل شئ في الحب و لكني مشتاق ف فقط لكلمة احبك حقيقية فقط موجهه لشخصي، دائما ما القي اللوم علي الدهون المتراكمة علي صدري و خصري، و لكني رايت هنا من هم في حال اسوأ و لكنهم يحبون و لديهم شخص يحبهم، قولي لي احبك من فضلك لا اريد اكثر من ذلك، ربما ستكون ليلتي عظيمة اذا تناولنا عشائنا في مكان هادئ و تناولنا نبيذ رائع و رقصنا و قبلتك و و شعرت فقط بالحب.
خلعت عني قميصي و نظرت الي جسدي و ضحكت ضحكة طويلة و قالت لي هل ترى نفسك سيئا من اجل ذلك؟ لقد نام معي من هم في وزنك ثلاث او اربع مرات و من استمتع فقط بتعذيبي و ربطي و ممارسة العنف ساقول لك نصيحة من فتاة ليل، المال و السلطة يخلقون الحب، امتلك المال و السلطة و ستجد جميلة الجميلات تحت قدميك تنتظر ان تعطي الاشارة فقط لتبدأ معك، انت تبدو رومانسيا في زمن الجنس و المال، منذ عدة اعوام تركني حبيبي الذي سافرت معه متحدية الجميع و ذهب لفتاة اخرى ليحصل علي جنسية و اقامة، ما هذه الصدفة جنس و جنسية مرتبطان بشكل ما رغم اختلاف المعنى، و ها انا الان هنا متاحة للجميع و من يدفع و لربما يكون دخلي اصبح اكثر منه، و لكن هل اذا قابلته الان سيتزوجني و هل سيقبل اي شخص بالارتباط بي، قلت لها ربما انا اقبل، لقد قلت لك ان معظم اهل الارض يتشاركون في تلك المهنة، جميعنا نبيع شيئا داخلنا لنحوله امولا لنحاول اصلاح ما تم بيعه بذلك المال. ارتمت في احضاني بقوة و بدات دموعها تنهمر و اختلطت دموعنا بدلا من سوائل اخرى. قضينا تلك الليلة نتراقص و نضحك و نحكي عن احلامنا القديمة، في الصباح خرجنا معا للفطور و شرب القهوة بجانب محطة القطار، كان وجهها جميلا بحق و كانت بقايا القهوة تزين شفتيها، و خرجنا للمحطة وسط الطلبة الصغار و هم ذاهبون لجامعتهم و يقبلون بعضهم البعض كان مشهدا عظيما، و كنت سعيدا برؤيتهم، و بكل عفوية وقفت علي قدمي و اقتربت من وجهي و قبلتني بشدة و استطعمت القهوة مختلطة باحمر الشفاه، وضعت يدي علي خصرهاما يفعل شباب الجامعة في تلك المواقف، اقتربت من اذني و همست لي: اني حقا احببتك.

بروكسل، مايو 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجرد بسمة

يرن المنبه في موعده، السابعة و النصف صباحا، شئ ما يمنعني من الخروج من عالم النوم ، لربما هو هو المهرب مما يحدث، يقاوم جسدي الخروج من بواب...