الأحد، 9 ديسمبر 2018

مجرد بسمة


يرن المنبه في موعده، السابعة و النصف صباحا، شئ ما يمنعني من الخروج من عالم النوم ، لربما هو هو المهرب مما يحدث، يقاوم جسدي الخروج من بوابة الوسادة و الغطاء ، في الغالب لا أستمتع بالإستيقاظ متأخرا، تعودت على توديع النوم مبكرا منذ صغري لأستمتع بالشمس ووهي تخترق الغلاف الجوي لأول مرة كل نهار و لكن منذ بدأت الأحداث الأخيرة و الكسل يداهمني ، مهما كان موعد العمل متأخرا ، فإن الكسل يهاجمني.

تحضرت بغير إكتراث و غلبني الكسل في معركة تحضير فطوري ، يرن الهاتف برقم السائق ليخبرني أنه أقترب من الوصول و أن أستعد للنزول، نزلت في الموعد منتظرا إياه ، غير مكترثا بتأخيري او وصولي في موعدي.
وصل السائق و أوصلني سريعا ، كانت أغنية فيروز " شط إسكندرية" تغلف الرحلة القصيرة. أنزلني أمام باب المصنع العملاق، حلم حياتي سابقا و كابوسي الحالي الذي لا أستيقظ منه.
أخرجت بطاقة الأحلام السابقة لأتمكن من العبور إلى الجحيم بكل سلام كما أعبر يوميا ، لم تستطع قدماي أن تأخذني إلى مكتبي و وجدتها تتحرك نحو المطعم الفاخر الكائن في الدور العلوي للمبنى الأول في تلك المدينة الكبيرة المسماه شركتي.
طلبت فطورا صحيا ، فلا يمكن أن أخسر آخرتي بالقبوع في جحيمهم و أفرط أيضا في صحتي الفانية، خرجت من المطعم محملا بأطباق البطاطس المهروسة دون زيت و السلطة الخضراء و جلست على كرسي وثير أمام طاولة خشبية على سطح المبنى محاطا بصور تدعو للتفاؤل و العمل الجاد و الصراحة دائما ، بدر في ذهني مرض نفسي مريب عمن يتحدثون كثيرا عن مهارة معينة و يبالغون في اظهارها بأنهم يفتقدونها ، كالزوجة التي تحكي دائما عن سعادتها الزوجية و هي تعيسة او الرجل الذي يتباهي بفحولته في نادي الرجال على القهوة ليلا و هو يعاني ضعفا ما ، فليس غريبا ان تتباهي الشركة بالاخلاقيات.
فتحت هاتفي و قررت ان التقط صورة لطعامي الصحي و ان انشرها عبر موقع تواصل اجتماعي مختص بالصور ، فنحن في عالم مريب ، الصور فيه تعبر عن الحقيقة و السعادة نكتسبها من علامات الاعجاب على تلك الصفحات و كأن شرب قهوة مع شخص تحبه لن يكتمل الا بمتعة نشره، تراجعت في اللحظة الاخيرة و قمت من على طاولتي ، نحو سور حديدي مزين بصورة كبيرة لنجم كرة قدم عالمي من بلدي و تحت صورته عبارة " أنت نجم مثله". تبادر الى فكري شئ مثير ، ماذا لو رميت نفسي من خلف هذا السور، في الغالب لن أموت و لكن محاولة إنتحار في مكان كهذا ستبدو فكرة مثيرة و تثير المشاكل عندهم ، لربما تنتهي بإغلاق هذا المكان مؤقتا لحين انتهاء التحقيق ، فتحت أهم مواقع التواصل الاجتماعي و بدات في كتابة جملة واحدة "سئمت من كل شئ هنا" و قاطع خطتي الطموحة لمحاولة الانتحار الفاشلة مسبقا إشعار من احد أصدقاء هذا الموقع، فتاة عرفتها من مؤسسة ثقافية جميلة كنت متطوعا فيها قبل تغيير مدينتي و الذهاب للجحيم طواعية، تشارك معنا نجاحها في عبور درجة الماجستير ، يا الهي ، كم هذا عظيم ، تبدو متألقة ايضا ، هي كذلك دوما و ضحكتها رائعة ، تملك ضحكة تجبرك على الإبتسام في أي ظرف كان حتى و إن كان محاولة إنتحار فاشلة مسبقا.
تراجعت عن الفكرة لأعبر لها عن تقديري لمجهودها الرائع ، جميلة فرحة النجاح، كتبت لها تعليق و تراجعت بقدمي عن السور و التي اخيرا استجابت لاوامر عقلي.
ذهبت بإرادتي للمكتب و فتحت الحاسوب المحمول الخاص بي لاتامل مقطع الفيديو مرة اخرى ، كم هذا عظيم ، ارسلت لها رسالة كم هذا عظيم.
بسرعة فائقة تشبه سرعة الابطال الخارقين وجدت نفسي في محادثة طويلة مع تلك الصديقة الباسمة ، انها تكتب ايضا ، الكتابة الخاصة بها مبدعة ، اقترحت عليها ان أساعدها في تطوير سيرة ذاتية ، لم اشعر بالوقت فانا متحمس ، تحول مكتبي الكئيب لحديقة خضراء و أزهرت صبارة روحي
دعتني لحضور عرض حكي في نهاية الاسبوع، كيف يمكن ان يتغير كل شئ في داخلي بتلك المرونة، كيف بثت كل هذا
الحماس.
انتظرت بفارغ الصبر العرض و حرصت على الحضور باكرا لاستمتع بتلك الابتسامة و ذلك العرض الرائع ، عندما كانت على خشبة المسرح تمنيت لو اتيحت لي الفرصة لاتكلم مثلها ، كان حضورها مميزا و مؤثرا ، بشكل مفاجئ طلبت مذيعة العرض من احد الجمهور ان يخرج لنا و يقوم بعرض هو الاخر، فكرت قليلا ثم نظرت الى بسمتها و لا ادرى هل ابتسمت لي لتشجعني على الظهور ام ان ابتسامتها التي لا تفارقها حسبتها لي، رفعت يدي و خرجت لاحكي ، كنت متوترا و قلقا لا اعرف عن ماذا احكي ، كنت أريد ان احكي عن تلك التجربة الرائعة و لكني وجدتني احكي عن كل شئ يؤرقني بلا ترتيب ، كأن جبلا و قد انهار عندما حكيت ، كأني بعثت من جديد و كأن كل هموم الأرض زالت فقط من بسمة.

الخميس، 6 ديسمبر 2018

رسالة إلى إنسان


غريب أمرك أيها الإنسان، لا تدري ماذا تريد حقا ، دائماً ما ترى الجزء الفارغ في حياتك و لكن دوما سيظل هناك هذا الفراغ حتى و إن ملأته ، أرسل لك يا عزيزي الطبيب النفسي لأخبرك بما أمر به، أنها حالة غريبة من المزج بين نشوة السعادة و الإكتئاب ، بين الشغف و الخوف ، لطالما كنت جريئا و مقاتلا في سبيل من أحبه و ما أحبه و لكن هذه المرة الأمر مختلف يا عزيزي.
فهناك طاقتين متضادين تسحقني، طاقة أخلاقياتي في الحياة و طاقة مشاعري، هذه أول مرة تنفجر تلك الطاقة بعدما كنت أعتقد أنني شخص لا مشاعر له و أن دراسة الماكينات حولتني لماكينة أيضاً و لكن هيهات فداخلي وجدت أخيرا الصَبابة و رأيت كيف هو الوَجد و الوَلَه و الودّ ، منذ اللحظة الأولى حدث ذلك.
لا اعرف حقا ان كان هناك تبادل في أي شعور من تلك المشاعر أم لا و لكنني سأظل دائماً داعما و مانحا للطاقة ، و يراودني السؤال الملح على عقلي و قلبي يومياً ، هل أستحق لحظة واحدة من ذلك الشغف ، أبكي وحدي كثيرا بدون أسباب ، بدون مقدمات و بدون شعور بالمكان و الزمان ، لم أكن على دراية بكوني بذلك الضعف ، في ظروف أخرى كنت سأكون حاسما ، مقاتلا و مبادرا لدرء كل الشكوك و لكن كيف تتقدم في سباق محسوم، أنه يشبه سباق سيارات تشارك فيه بدراجة أمام سيارة سريعة و لم تسنح لك الفرصة في التسجيل فيه حتى و قد بدأ منذ مدة و في أي لحظة قد يعلن الحكم عن نهايته و لكنك لا تستطيع أن تمنع نفسك عن ركوبها و الجري بأقصى سرعة.
أنه مفترق طرق داخلي فإما أن تكمل سباقك نحو تلك الروح أو تكمل طريقك في نفس طريق السباق لتلوح فقط للفائزين بإبتسامة حقيقية متمنيا لهم التوفيق و السعادة و تظل داعما كما أنت.
و لكن أمر الطريق قد حسم و الدراجة قد ركبتها و مشيت في الطريق.
أدرك أنني لست ذلك الوسيم او ذلك الشاب الذي يظهر على التلفاز ليتحدث عن مغامراته و قصصه الكبيرة.
أدرك أنني لا أعلم كيف وصلت إلى تلك النقطة في الحياة و يلح عليك تساؤل حول أن كنت تستحق ما وصلت إليه في الحياة أم ان كل ذلك كان مجرد وليد الصدفة.
و لكن ما تعرفه يقينا أنك ستسعى دائما للسعادة و منح من حولك السعادة و أن كل الحزن و الإكتئاب هو مجرد شكليات لن تظهرها أن حدثت لأي شخص قرر أن يشاركك دراجتك، أدرك أن جسدي مثقل بدهون و روحي مثقلة بهموم.
لا أستطيع أن أكون مراوغا أو أن أقوم بألاعيب العقول و التي طالما أجدتها، لأنك لا تستطيع أن تراوغ روحا أشعلت جذوة داخلك فأنارت روحا مظلمة بدلا من أن تحرقها.
فهل أكمل السباق أم أكمل طريق السباق؟

أسد و غزال


خرجت من عريني مشتاق، احتياجي الغزيري للغذاء و للتكاثر و الحب ♥.
ها انا اعدو في الغابة مسرعاً باحثاً تحركني شهوة الحب،
ها هي شهوة الغذاء، ها هي غزالة برية تعدو امامي.
ساجهز نفسي للانقضاض لا شئ سيعترض شهواتي.
و ظهرت فجاة تلك اللبؤة الفاتنة، رائعة جذابة جميلة حركت كل جوارحي و اثارت كل ما في داخلي من ذكورة.
اني احببتها، عشقتها، نسيت بها الغزالة التي كانت امامي، من يهتم بالطعام امام انثى مثلها.
سلمت لها، تحركت نحوها، استسلمت تحتها و لم اشعر بما حولي في احضانها الا عندما افقت علي غرز اسنانها في رقبتي، و الدم ينزف مني.
فلقد نسيت اني غزال

في الشارع الأحمر


حسنا، لم تكن تلك الليلة عادية ابدا، فالحروف تتحرك وحدها بتاثير الكحول الشديد، لا احد يعلم بليلة امستردام فالكل يعلم اني في مبارة شديدة الاهمية و لكني في في امستردام ابحث عن الحب المفقود، ابحث عن كلمة احبك حتي و ان كانت زائفة تحركها الاموال، بدات افقد وعيي بكل تاكيد هذه اجواء رائعة للابداع، لكن لما الابداع لشخص عاش عمره وحيداً لم يشعر بكلمة احبك ابدا حتي و ان كان دخل في علاقة حب سابقا، لا يهم ما سيفعله بي هذا الكلب الضخم فانا غائب كليا، اتمني ان يلتهمني و ارتاح من ذلك العذاب، اشتاق لكلمة احبك، اعيش من اجل تلك الكلمة علي الرغم من كوني سمعتها سابقا من فتاتي القديمة و لكنها كانت زائفة او بالاصح لم اكن احبها كي اشعر بها، ها انا مخمورا في شوراع امستردام ابحث عن فتاة تقول لي احبك حتي و ان كان في مقابل المال، لن انام تلك الليلة حتي اشعر بذلك الدفء المفقود، ستكون سهرة للعمر كله، لا يهم ان كان ذلك الجنس مقابل المال، لقد خسرت كل شئ رغم النجاح العملي و حان الوقت لشراء المشاعر المفقودة، صدقوني لا ابحث عن الجنس اطلاقاً و لكني ابحث عن الحضن الدافئ، ها هو امامي مضيئاً بيت الحب المدفوع مقدما، ساختار حبيبتي لليلة واحدة، و اذا قمت بحسابها فان مصاريف زواجك في بلدي ستكلفك ما يوازي الف ليلة و ليلة من الجنس هنا و اذا تزوجت فقط من اجل الجنس فهنا قد يكون افضل لك من حيث التكلفة و التنوع ايضا، دخلت الباب المضئ و تم استقبالي بابتسامة عظيمة من فتاة مثيرة و سالتني عن طلباتي و احلامي، قلت لها احب ان احب تلك الليلة، فما كان منها الا الضغط على الشاشة لتظهر لنا ست صور لست فتيات جميلات، يا للهول لقد دخلت التكنولوجيا لكل شئ حتي في تلك الصناعة، كان الست فتيات جميلات بشكل كبير و لم اعرف كيف ساختار، سالتها عن جنسياتهم فكانت منهم الاوروبية و منهم الافريقية و منهم من هي من بلدي و منهم من فرت من الحروب في بلاد مجاورة، بكل ثقة اخترت فتاة بلدي، لا اعلم ما الدافع هل هو الغيرة من ان يمارس معها الجنس شخصا اخر من بلد خليجي كالشخص الذي يقف خلفي منتظرا اختياري ام انه الدافع الاساسي ان اسمع كلمات الحب باللهجة التي حرمت منها، لا اعلم اخترتها و قد كان ما كان و اختار الخليجي فتاتين و سالني بانجليزية مميزة للخليج عن رايي في ان نتشارك هذه الليلة جميعا نخن الخمسة و سوف يدفع لي بدلا عني و لنتشارك جميعا في حفلة جماعية، اجبته بلكنة ايطالية تعلمتها مؤخرا: شكرا، احتاج للهدوء اليوم، و مررت من البوابة الذهبية نحو فتاة بلدي الجميلة و طلبت زجاجة شامبانيا فاخرة و ان كنت لا تعلم فان الشامبانيا هي خمر النبيذ، يا للروعة مناسبة جدا لحالتي، دخلت الحجرة و رايت وجهها و قالت لي بانجليزية ركيكة: اليوم انا ملكك، رددت عليها بلغتنا و لهجتنا المميزة، انتي اليوم شريكتي و لست ملكي ابداً. ضحكت ضحكة عظيمة و قالت لي يا للعجب تسافر الي هنا لتضاجعني بخمسة اضغاف ما يمكنك شرائي به في بلدنا، قلت لها انني لا يجب ان اذكرك بانني لم و لن اشتريك فانت لست سلعة حتى و ان اعتقدتي ذلك فنحن في اشغالنا نؤجر اعضائنا ايضا و نؤجر عقولنا و طاقتنا و نبتسم لمديرين اغبياء فقط لانهم يدفعون لنا، ما الفارق اذن يا عزيزتي انا فقط قادم لاسمع كلام الحب، قالت لي و هي تخلع ثوبها و تقترب مني: اليوم ساجعلك تشعر بانك اعظم رجل علي سطح الارض، قبلتها بشدة و حضنتها حضن عظيم، لا اعلم كم بقيت في احضانها و لكن بدات احزاني في التسرب خارج جسدي، و بدات دموعي في اغراق جسدها، نظرت الي بعطف قائلة، هل لديك مشكلة ما؟ استطيع ان اعيد لك مالك ان كنت لا تستطيع ممارسة الجنس و للعلم الطب هنا متقدم جدا و تستطيع ان تعود قويا و ساجعل لك ليلة مجانا، ابتسمت لها قائلا: لا ليست تلك مشكلة، و لكني لا ابحث عن الجنس، فقط ابحث عن الحب، انا فاقد للثقة بنفسي، ابتسمت قائلة: احكي لي اذن، قلت لها: عشت عمري و لم اشعر بالحب الحقيقي، لم يحبني احد كما احبه، كرهت شكلي في المرآة و كرهت صوتي و ملابسي و كرهت وجودي، عندما احب اقدم كل شئ في الحب و لكني مشتاق ف فقط لكلمة احبك حقيقية فقط موجهه لشخصي، دائما ما القي اللوم علي الدهون المتراكمة علي صدري و خصري، و لكني رايت هنا من هم في حال اسوأ و لكنهم يحبون و لديهم شخص يحبهم، قولي لي احبك من فضلك لا اريد اكثر من ذلك، ربما ستكون ليلتي عظيمة اذا تناولنا عشائنا في مكان هادئ و تناولنا نبيذ رائع و رقصنا و قبلتك و و شعرت فقط بالحب.
خلعت عني قميصي و نظرت الي جسدي و ضحكت ضحكة طويلة و قالت لي هل ترى نفسك سيئا من اجل ذلك؟ لقد نام معي من هم في وزنك ثلاث او اربع مرات و من استمتع فقط بتعذيبي و ربطي و ممارسة العنف ساقول لك نصيحة من فتاة ليل، المال و السلطة يخلقون الحب، امتلك المال و السلطة و ستجد جميلة الجميلات تحت قدميك تنتظر ان تعطي الاشارة فقط لتبدأ معك، انت تبدو رومانسيا في زمن الجنس و المال، منذ عدة اعوام تركني حبيبي الذي سافرت معه متحدية الجميع و ذهب لفتاة اخرى ليحصل علي جنسية و اقامة، ما هذه الصدفة جنس و جنسية مرتبطان بشكل ما رغم اختلاف المعنى، و ها انا الان هنا متاحة للجميع و من يدفع و لربما يكون دخلي اصبح اكثر منه، و لكن هل اذا قابلته الان سيتزوجني و هل سيقبل اي شخص بالارتباط بي، قلت لها ربما انا اقبل، لقد قلت لك ان معظم اهل الارض يتشاركون في تلك المهنة، جميعنا نبيع شيئا داخلنا لنحوله امولا لنحاول اصلاح ما تم بيعه بذلك المال. ارتمت في احضاني بقوة و بدات دموعها تنهمر و اختلطت دموعنا بدلا من سوائل اخرى. قضينا تلك الليلة نتراقص و نضحك و نحكي عن احلامنا القديمة، في الصباح خرجنا معا للفطور و شرب القهوة بجانب محطة القطار، كان وجهها جميلا بحق و كانت بقايا القهوة تزين شفتيها، و خرجنا للمحطة وسط الطلبة الصغار و هم ذاهبون لجامعتهم و يقبلون بعضهم البعض كان مشهدا عظيما، و كنت سعيدا برؤيتهم، و بكل عفوية وقفت علي قدمي و اقتربت من وجهي و قبلتني بشدة و استطعمت القهوة مختلطة باحمر الشفاه، وضعت يدي علي خصرهاما يفعل شباب الجامعة في تلك المواقف، اقتربت من اذني و همست لي: اني حقا احببتك.

بروكسل، مايو 2016

بائعة الزهور


هل تعلم عزيزي انك اذا اخذت طائرة من هنا لبروكسل ستتكلف اكثر اذا ما اخذت طائرة من هنا لباريس ثم قطارا الى بروكسل، بالاضافة الي ان القطار سيصل بك لوسط المدينة مباشرة علي عكس المطار الذي ستضطر فيه لدفع مبلغ اضافي من اجل الوصول لوسط المدينة، و من هنا كان قراري بسيطا و حاسما ساذهب قبل الاجتماع الي باريس، ليلة واحدة ازور فيها ارضي المفضلة و احضر الاجتماع منتعشا و محملا بالمشاعر العظيمة، نزلت ارض النور و عاصمة الحب و الجمال، تناولت الغداء الفرنسي و شربت النبيذ الرائع المشهور هناك، و تحت برج ايفيل قضيت يوما جميلا، و لكني تناسيت شيئاً، اين سانام تلك الليلة، لم اقرر عن عمد في داخلي فانا اريد ان اسهر حتى الصباح في ملهي ليلي، اشرب و ارقص و ربما اقبل فتاة جميلة اقضي معها باقي الليلة، بدا الليل بالهجوم متاخرا فتلك المدينة في ذلك الوقت يدخلها الليل في الحادية عشر ليلا، و يا لسخرية اللغة قد تعبر عن الساعة بانها التاسعة او العاشرة عصراً، فالشمس لا تزال في السماء، غربت الشمس و غاب الناس و بدات الحياة الليلية في الظهور، ساسهر و ارقص و انسي كل الهموم، ذهبت لشارع النوادي، العديد من الرجال ذوي الاصول الافريقية ضخمي الجثة واقفين متربصين باي شخص يقترب، اقتربت من احدهم و قلت له هل بامكاني الدخول، قالي لي يجب ان تكون معي فتاتي، لا يسمح بالدخول لشخص وحيدا، تمشيت قليلا و كل الاماكن اسمع فيها نفس الكلام، قلت ساذهب لقوس النصر و لربما استطيع ان اهرب من الواقع هناك، ما كل هؤلاء البشر، انه جمهور باريس سان جيرمان العظيم يحتفلون بالكاس الليلة، عند قوس النصر يلعبون بالالعاب النارية. يحتفلون بالبيرة و الاناشيد الحماسية، بتلقائية شديدة ذهبت لشراء تيشرت النادي، و دخلت وسط الاحتفالات كاني مشجع باريسي متعصب، يا لسخرية القدر مرة اخرى فذلك النادي منذ عدة اعوام كان حصالة اوروبا و لم يكن لباريس جمهور كرة قدم، و لكن الاموال الخليجية دخلت علي الخط و الان باريس تنافس بشدة مدريد و مانشستر و ميونخ و تورينو و تخطت ميلانو و اصبحت من المدن العظيمة في كرة القدم، كل شئ تغير في سنوات قليلة، دخلت وسط الجمع، ارقص و اغني و احتفل، انها ليلة رائعة، خرجت من الاحتفالات عائدا لشارع النوادي الليلية و لكن تلك المرة في شارع الشانزلية، الشارع الشهير العظيم، ما كل هؤلاء العرب و اهل الخليج، ها هي شركة الطيران الخاصة ببلدنا بجانبها بالضبط ملهي ليلي كبير و يتشاركون في لوحة اعلانات واحدة، لتكون العبارة عليها؛ سافر معنا بأمان، الليلة ليست ككل ليلة.
ذهبت للرجل ضخم الجثة و الذي لم يكن افريقي هذه المرة و سالته علي بامكاني الدخول، قال لي وحيداً قد لا يجوز و لكن مع فتاة اخرى ستدخل و لكن يمكنك ان تدفع لي 20 يوروو ساتغاضى عن ذلك الشرط، لم ارغب في دفع ذلك المبلغ لهذا الشخص كما انني لا اريد الدخول وحيداً،
اصبت بالاحباط و تحركت الي الشارع الاول الحقير نوعا ما اذا نا قورن بملهي الشانزلية، كثير من سيارات الشرطة في ذلك المكان لفرض الامن عندما يقتضي الامر ذلك و ظللت ادور في ذلك الشارع لمدة نصف ساعة بلا هدف، حتي استوقفتني شرطية فرنسية لتسالني لماذا اتحول هكذا، سالتني ان كنت احمل اسلحة ام اني مجرد مخمورا، قامت بتفتيش ملابسي و طلبت مني خلع القميص، كنت خجولاً بعض الشئ، اخجل من التعرجات و الترهلات قليلا و لكني فعلت و اصبح نفسي العلوي عارياً، رات الشرطية الحروق علي جسدي و سالتني اذا كان شجارا بمواد حارقة و لكني اخبرتها ان تلك الحروق بفعل شمس البحر في مارسيليا، اخرجت جواز سفري و اخذته و ابتسمت، اعادته لي قائلة: حسنا ايها المهندس الصغير، يبدو انك تبحث عن مرافقة لك الليلة، و لكنك تبدو محترما بشكل زائدا عن اللزوم في تلك المواقف يتطلب الموقف الكثير من الثقة و اللباقة لجذب فتاة خصوصاً ان كنت في باريس ارض العاشقين، قلت لها معك حق ربما يجب علي ان اشاهد و حسب، ضحكت بشدة و قالت لي و لكنني لا امانع ان ادخل معك احد الملاهي رغم انك تصغرني بعشر سنوات و لكنك اكبر من ذلك. سكتت لبرهة و نظرت لها قائلا ليست اول مرة اسمعها، لقد قيلت لي سابقا انا رجل خمسيني في جسد عشريني انتظر ان يكبر جسدي لاكون مناسبا، ابتسمت قائلة لا تقل ذلك، انطلق من فضلك، ساساعدك الليلة ان تفعل شيئا عظيما، هل ترى تلك الجميلة بائعة الزهور؟ هذه زهور باريسية، ما رايك ان تشتري منها كل الزهور و تهديها لها و تدخل لترقص معها، ستريحها من عناء البيع في المطر و ستكسب قلبها الصغير.
حسنا فعلت ذلك، ذهبت للفتاة البسيطة فابتسمت و في يدها وردة و لكني رفضتها و قلت لها بفرنسية ضعيفة لا اريد وردة، بانت خيبة الامل علي وجهها و وضعت عينيها في الارض لكني اكملت بقولي انا اريد كل الورد، احمرت وجنتيها و ابتسمت و قلت لها كم التكلفة قالت لي عشرون يورو، اخرجت المبلغ من جيبي و اعطته لها و اهذت كل الورد و سالتها لقد نفذ وردك ماذا ستفعلين الان؟ قالت لي مثل ما افعله كل يوم، ادخل معك الي ملهي ليلي حتي تشرب و تحتك بجسدي و ترمي الورد و ربما تدعوني لانام معك مقابل مبلغ مشابه.
قلت لها ما رايك ان نغير السيناريو تلك الليلة، خصوصاً انك تشبهين صديقة عظيمة مقربة، قالت لي لم افهمك، قلت ظظظ سنوزع الورد مجانا على المحبين خارج الملاهي،
ضحكت بشدة و قالت انت مجنون، عاشق مجنون علي ما يبدو.
قلت لها هذا حقيقي فهيا بنا،و طوال ساعة قمنا بتوزيع كل الزهور علي كل المحبين كانت مفاجاة لطيفة لهم، منهم من كان متوجسا في البداية ان نطالبهم بثمن و منهم من كان سعيدا واعطانا نقودا،
حتي بقيت ثلاث وردات، قالت لي ماذا سنفعل الان، قلت لها وردة لك علي تلك الليلة العظيمة، و وردة للشرطية المسكينة و وردة لشخص عظيم في حياتي. قالت لي من هي العظيمة؟ رردت انها شخصية خيالية قابلتها مؤخراً، شاركتني احلامي بشدة، لا اعلم الي اين نتجه و لكني اسعد مخلوق علي الارض بمعرفتها. ابتسمت قائلة الم اقل لك انك رومانسي مجنون. ذهبنا الي الشرطية و اعطتها الوردة، قالت لي انت رومانسي مجنون، ابتسمت قائلا لما تقولون ذلك انا فقط احب الجمال، سالت فتاة الورد ما اسمك؟ ردت ببراءة "روز". اسم على مسمى كما يقولون، سالتني اين تسكن؟ قلت لها انا اليوم متسكع، لا مكان لدي جئت باريس لليلة واحدة فقط لاراكم. ابتسمت قائلة انا ايضا لا انام في الليل في مكان، فمكان نومي يكون مشغولا حتي الصباح و عندها استطيع النوم، ابتسمت لها و قلت سننام في الشارع اذن، هزت كتفيها و قالت مثل كل يوم. نمنا علي الارصفة كالمتشردين و استخدمت ذراعي كوسادة، مرت الليلة بسلام و لم انام، قلت لروز صباح الخير ايتها الزهرة الباريسية، ردت قائلة انا لست باريسية لقد ولدت في الجبال، و لكني هنا من اجل الكسب. يا الهي كم يحمل وجهها من قسمات الزمن رغم صغر سنها. قالت لي اين زهرتك؟ قلت لها ستذهب الى شخص ما عظيم ساحتفظ بها دائما حتى القاه و اخشى فقدانه، قالت: اشعر انك تحب شخصا ما. رردت بسرعة: لا، ليس الحب الذي تعرفيه. قالت: لا عليك اذن، و لكنك ستخسر كلمة "نعم"، ستخسرها للابد.

اسطنبول، مايو 2016

في العالم الجديد


ما اجمل الارض من فوق السحاب، تستطيع ان تقيس مدى تقدم اي بلد في العالم بمجرد نظرة واحدة من الطائرة. لا اتعجب حالياً عندما يقولون " إن الذي قام ببناء بلدنا كان في الاصل حلواني" فما اراه من فوق ليس له علاقة بهندسة الطرق من قريب او بعيد، اقترب من الخامسة و الثلاثين منهم عشر سنوات لا افعل شئ في حياتي سوى العمل و تطوير المنتجات، في تلك العشر سنوات سافرت لعدة دول من اجل تبادل الخبرات و العمل و كنت كل مرة اخرج من مطار العاصمة العظيم اسال نفسي لماذا تكون بلدنا مضاءة ليلاً هكذا، تتوهج زهرة اللوتس دونا عن العالم اجمع الساعة الرابعة فجراً، و لكن لم لا، من حق ام الدنيا ان تتزين و تتوهج كما اضاءت العالم سابقا بالعلم و اليوم تستحق التكريم حتى و ان كانت الاضاءة شكلية فقط. رحلة عمل بسيطة الى باريس انتهت بسلام و امان و اعود صباحاً لمدينتي المفضلة، اجد راحة عظيمة في كل الاماكن التي جمعتنا، كل الموسيقى العذبة التي استمتعنا بها، كانت عميلة في شركتنا و كان اول اجتماع يجمعني بها اجتماع عمل لتشرحلي متطلباتها، منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها بالكلام ادركت انها غير عادية، ماذا كان سيحدث اذا قابلتها منذ عشر سنوات قبل ان اتزوج، فلريما لم اكن سأمر بتجربة الطلاق او وجود طفل في حياتي سيعيش مشتتاً بين اب مشغول و ام مجنونة، في السنوات الاخيرة عشت أسيراً لضحكتها، كل تفصيلة صغيرة في حياتي الان لها رابط بها، رابط قد اكون لا اراه و لكنه موجود حتى في اختياري لون الجوارب.
ستقلع الطائرة من باريس في غضون دقائق، اشعر برغبة ملحة في ان اقول لها كل هذا، بمجرد وصولي ساتخدث معها، ساقول لها و ليكن ما يكن، لن اخسر اكثر مما خسرت في حياتي و اعلم انه اذا خسرتها فاني ساخسر فرصة العودة للحياة مرة اخرى و لكن الحياة مخاطرة و تعلمت من عملي ان المخاطرة جزء مهم من الوصول للنجاح و انه من لم يخاطر قط، لم ينجح في حياته قط.
لم علي الانتظار حتى الوصول، ساراسلها الان في الطائرة، ساستعمل الهاتف الذكي في فعل ذكي، ساشغل خاصية استقبال الانترنت و ها هي رسالتي،
" إلى شخص زرع بداخلي نبتة لن تذبل ابداً، الى شخص كان و لازال له تاثير السحر على جروحي القديمة، حياتي قبلك لم تكن هكذا ابداً، لا اريد ان يسرقني العمر بحثاً عنك في شخص آخر، قبلك مت عدة مرات و وجودك منحني قبلة النجاة و الحياة من جديد، لقد بعثت من جديد يوم رايتك تبتسمين في مكتبي، حسناً اني احبك و احب عقلك و احب روحك، قد اكتفى فقط بسماع صوتك طيلة عمري و ضحكتك تكفي ليسري الدم الملكي في عروقي، فقط اردت ان اقول لك ذلك، لا احبك بشدة و لكن احبك بلطف و راحة. امامي دقائق و ساكون فوق السحاب راجياً من اله السماء ان تصلك رسالتي و ان اسمع ردك بقولك " اوافق"، سيكون رائعا لو حدث ذلك و عدت لأجدك في المطار، لن احزن اذا كانت اجابتك سلبية، و لكني ساصبح شتات رجل اذا غابت شمسك، فوجودك يكفي. آراك في عالم جميل من الوانك."
قطع حبل افكاري صوت المضيفة و هي تقول من فضلكوا قوموا بجعل هواتفكم علي وضع الطيران، حسنا يا سيدتي امنحيني ثانية واحدة، ها هو زر الارسال و ها قد ارسلتها، تاكدت فقط من وجود العلامتين كدليل علي وصول الرسالة، و من ثم جعلت الهاتف على وضع الطيران و قمنا بالطيران، طوال ساعة لم يكن يشغلني سوى ردها، و لكن على الاقل ازحت جبلا ثقيلاً و جزء من وحداني ارتاح ايا كانت النتائج.
فجاة و بدون مقدمات رايت المحرك الايمن يشتعل و يخرج منه نار عظيمة، الامر خطير، لقد رايت العديد من الأفلام الوثائقية عن حوادث الطيران و كانت تلك نهاية طائرات عديدة، انطلق صوت قائد الطائرة طالباً منا ارتداء سترات النجاة، بدأ الهلع في الطائرة، ادركت من اللحمة الاولى ان الموضوع لن يستغرق اكثر من ثلاث دقائق، الحمد لله، الحمد لله اني اخبرتها قبل وفاتي، كم عدد المرات التي كنت ساموتها اذا لما ارسل لها تلك الرسالة، كنت ساموت الف مرة في تلك الثلاث دقائق، و لكن الان على الاقل لن انعى هم ردها، فقط سيكون رائعاً اني قلت لها، تنحرف الطائرة بشدة، يزداد الضغط بعنف و صراخ البشر من حولي يصم الآذان، الا تسمحون لي بلحظة صفاء اخيرة، ساقوم بتمنى اخر لحظة سعادة لي في تلك الحياة، قمت بفتح الهاتف مرة اخرى محاولاً استخدام الدقيقة الاخيرة في رؤية رسالة عظيمة، ثلاثون ثانية قبل ان يجد شبكة للاتصال، اسرع من فضلك فالثواني معدودة و بهدوء شديد فتحت التطبيق الذي ارسلت لها من الرسالة لاجد علامة تشير الى انها تكتب رسالة ما، ببساطة كتبت لها، "أحبك، اراك في عالم جديد"
لم اشعر بشئ بعدها لثوان ثم طنين عظيم و لون ازرق كبير، ها انا ارى كارثة من السماء و احلام و اشلاء في كل مكان، ميزت جسدي المتقطع لاجزاء كانت يدي لا تزال تحمل الهاتف، وصلت رسالة منها، طويلة لا استطيع ان اقرأ من هذا الارتفاع، لا يهم اي شئ في تلك المغامرة، كانت اشلاء جسدي على هيئة زهرة لوتس او هكذا تخيلت. بهدوء و انسيابية اختفى كل شئ، اظلم كل شئ الا من طريق طويل الى السماء يغلفه صوتها الرائع وكم سيكون هذا رائعاً لو ان تلك هي النهاية و تلك هي الجنة الى الأبد.

اسطنبول ٢٠١٦

وعد


لا تهمني العاب الجوع و العطش تلك، لا تؤثر في جسدي المنهك، الصيام الحقيقي هو الصيام عن رؤيتك، يمر الليل ببطء و يمر النهار على عجل على عكس ما يروج الناس بإن الليل قصير في ذلك الشهر، ربما تلك الاشاعة ناجمة عن كون معظم الناس يقضون تلك الساعات في الاكل بشراهة امام التلفاز متابعين قصص و افكار جديدة في الاعلانات يتخللها احيانا مسلسل تلفزيوني او برنامج سخيف لترويع النجوم، لا اعلم تحديداً ما هو الوقت المناسب للإفطار، دائماً ما اغلق كل نوافذي و لا اعلم متى تغيب الشمس و لكنني أبدأ افطاري بسيجار ثقيل عندما تسري قشعريرة خفيفة في جسدي معلنة عن غياب الشمس في البحر، لا تنتهي ابدا تلك السيجارة ، دائما ما اسال نفسي عن كون كلمة سيجارة مؤنثة و لكن سيجار مذكر، سالت اصدقاء من عدة دول يتحدثون عدة لغات و كانت اجابة معظمهم ان الاثنين سواء مذكر، و لكن الامر يختلف عندنا فلربما لان السيجار اقوى فاستحق المذكر في مجتمع يتم تقديس الرجل فيه، و السيجارة ضعيفة هشة مثل جارتنا المسكينة و التي تحترق يومياً تحت مسمى "خناقات زوجية عادية"، قد تكون كذلك فعلاً و لكن لما دائماً يعلو صراخها و هي تلعن الحياة، ام ان السيجار تاتي مذكرة لان سيجار واحد يوازي اربع سجائر عادية.
لا ينتهي هذا السيجار اطلاقا، اتذكر انني اشعلته منذ ساعة تقريباً، ساتركه يحترق وحده مخلفاً بخور من سيجار فاخر.
هل سيطول صيامي عن رؤياك، لا استطيع، سأخالف كل التعليميات و الأوامر السامية، اخرجت المفتاح العتيق و فتحت الدرج الثاني في مكتبي المتهالك، اخرجت البوم صور يعلوه تراب، سلسلة على هيئة اسم الله.
اتذكر كل ما قاله لي الاطباء عن خطورة الوقوع في دوامة الذكريات، و لكن ما السبيل اذا كنت لا ازال هناك.
ابتسامتها، اسنانها الصفراء، الوشم خلف ذراعها الايسر، امتلك واحدا مشابها، لقد قبلت ذلك الوشم اكثر من الف مرة تقريباً، ليالي و ايام رائعة لن تعود للأسف.
عرفت ان الليل أتي من صوت جارتنا و هي تتألم، لا اعلم لما اختارني القدر ان اسمع آلام شخص ما في عذابه في النور امام الجميع في الخناقات اليومية او في عذابه على السرير.
لا اصبر على الفراق، اتذكر وعدنا باننا لن نفترق و ان الموت نفسه غير قادر على التفريق بيننا و لكنني لم استطع ان اوفي بوعدي و ها هو الموت يفرقنا، اتمنى ان احترق مثل سيجاري و ينتهي كل شئ.
صورتها لا تزال عالقة في كل ذهني و في كل مكان، ارى صورتها معلقة على الحائط، ما اجمل تلك الابتسامة وسط النيران التي خلفها ذلك السيجار، الأمر بسيط تماماً، تلتهم النيران كل شئ، ارى وجهها من بين اللهب، ارى ضحكتها الجميلة، تقترب مني ببطء و صوت خور جارنا و آلام المسكينة زوجته يعطي للمشهد موسيقى تصويرية غاية في الروعة، تقترب مني من بين النيران، تلتهمني بلطف ككل مرة التقينا. و أخيرا رايتها مجدداً
-تمت

أمسية اللقاء


يا له من صباح جميل، السماء صافية بشكل غير مألوف في هذا الوقت من العام، و لكن لما لا فاليوم عيد ميلاد صديقتي الروحية. او لربما فهذا هو تأثير زجاجة الياجر مايستر من الأمس، لقد كان احتفالا عظيما، و كأن السحب تأبى ان تحجب نور الشمس في يوم ولدت فيه.
أحضرت معي الكاميرا الآلهية ، كاميرا فورية تحمينا من النسيان ، و دائما ما اسال نفسي لما يحاول بعض البشر ترك تراث عظيم او اعمال انسانية تجعلهم مقاومين للنسيان لفترة اطول من عمرهم..

لا أخفي سرا ان تلك الابتسامة تمنحني حياة ، و لم لا فهي الشخص الذي مدحه نجيب محفوظ عندما قال " من المهم ان نبحث عمن يحبنا بما نحن عليه ، بكل مساوئ شخصياتنا" و كيف لا يكون لنا خكايا، هل نحن آلهة حتى نتبرأ من الآثام ، و حتى الآلهة كانت دائماً​ تعدل من خططها و تستمتع بمتع خاصة بها،
نعود لتلك الأبتسامة التي تظهر صف اسنانها الامامي اللامع و الذي يعكس صدق لا متناهي و يوقظ النزعة الآلهية داخلي في ان اعترف بكل ما يؤرق عقلي البشري فأحرره فأصير ألها بالأحقية عندما تتحرر.

رأيت تلك الابتسامة في الهاتف ، صورتها مصحوبا بنغمة خاصة لها و اجبت: ألو
ردت: ألو ، يسعد صباحك يا فندم، اعلم انك ستقتلني لكنني سأتاخر اليوم عن موعدنا.
قلت بضحكة : و منذ متى و نحن نتشاجر بسبب المواعيد، الزمن ملكنا .
انهينا المكالمة و خرجت لأشتم الهواء و أترك خليط الأوكسجين و أكاسيد الكربون مع قليل من النيتروجين تتخلل خلايا جسدي الفاني و تشحن روحي الخالدة. احتاج لساعة ، ربما احتاج لساعة من النوع الجديد الذكي لأحدد الوقت الذي أتفق البشر عليه و لربما لاحدد مجهودي و اقوم بتحسينه..جيدة تلك السوداء ، في الحقيقة لم يكن هناك غيرها من ذلك النوع الذي أردته و قمت بشرائها على الفور. تبدو رائعة.
هل تأخرت على الموعد ؟؟ لا أعلم و لكنني انتظرت في المكان المحدد ، و لم انتظر كثيرا حتى رأيت تلك الابتسامة المانحة الحياة للروح.
ذهبنا الي مطعم شهير ، مشهور بتقديم وجبات رائعة مع الشامبانيا و مشروبات الآلهة العتيقة.
دخلت بثقة و سالت عن طاولة لنحجزها ، رد النادل بان موعد تقديم الوجبات لم يبدأ بعد ، حجزنا الطاولة و ذهبنا لشراء ساعة اخرى لها، كانت مماثلة لخاصتي ، و لما لا فالمميزون امثالنا يقتنون تلك النوعيات دائما، ضبطنا التاريخ و التوقيت و عدنا للمطعم.
قلت لها: هذه ساعة عظيمة تستطيع ان تقيس خطواتك و مجهودك ، انظري كم الكيلومترات التي مشيتها في الشهر السابق ، اني اتحسن ، و هذا رائع كما ان معدلك عظيم منذ ان بداتي الجري صباحا.
ردت : هذا حقيقي جدا و سعيدة بذلك بشدة.
قلت ضاحكا: هذا ليس بغريب على آلهة مثلنا..
قالت باستغراب: آلهة !! هذا يبدو مثيرا جدا.
قلت : اذا كنا آلهة حقا، ما هو الأله الذي سوف تمثلينه؟
قالت بسرعة: أله العقول..
لم استطع ان اخفي اعجابي بذلك و انبهاري: لقد كنتي دائما كذلك، هل تعلمين اني اقدسك و اعتبرك فعلا ألهة العقول . يوما ما ستصبحين كبيرة الآلهة.
قالت ضاحكة: ربما علينا ان نحسن ما نفعله حتى نستحق ذلك.
أكلمت: و ماذا عني ، ما هو الأله المناسب لي؟
قالت بثقة: لربما هو الأله القادر على تحسين النظام و اخراج افضل ما في الناس.
قلت بخبث: لربما تقصدين آله الكفاءة اذن! هذا من الآلهة الجديدة ، المستحدثة بعدما احتاجه البشر.
قاطعنا صوت النادل : ماذا تودون ان تاكلون الليلة؟
كان اختيارنا لذيذا فالدجاج المشوي و طبق اللحم مع الشامبانيا تعتيق عام ٢٠١٣ سيكون عظيما.
قلت لها و انا أصب الكأس الاول: عحيب امر هؤلاء البشر , و بالاخص الذين لم يتطوروا كثيرا كالمحيطين بنا ، دائما ما يتفننون في شهوات الطعام و الشراب و يخرجون الذ ما يمكن منها و لكن اذا كان الحديث عن الجنس او العلاقات الاجتماعية نجدهم لازالوا يستخدمون الاساليب التقليدية و يخشون الحديث عنها.
قالت: لربما ذلك بسبب خوفهم من الله.
قلت ضاحكا: و هل كانت الآلهة تخشي من نذواتها ، هذه خدعة وضعها الآلهة القديمة لكي لا يصبح البشر آلهة يوما ما.
هل تعلمين كيف يموت الأله؟
قالت : كيف؟
قلت واثقا: بالنسيان، يموت الأله عندما يتم نسيانه
أكملت هي عبارتي: عندما يفشل يتم نسيانه فيموت.
قلت: لذلك يسعى الآلهة لتقليل عددهم ، حتى لا يصبح هناك الكثير من الآلهة و يفشل منهم عددا و يتم نسيانهم.
سالتني: و ما الفرق بين البشر و الآلهة ؟
قلت لها: في التكوين الجسدي يكونون متشابهين بشكل ما لكن في التكوين النفسي يكون الامر مختلفا، و لربما الجنة المنتظرة هي ارص الألهة التي تحوي كل الألهة السابقين.
قالت: عظيم، اتذكر اليوم الذي ادركت فيه انني أله كان ذلك في عام ٢٠١٢ عندما كنت وحيدة و خرج لي أله ليقف بجانبي كان ذلك منذ خمسة اعوام.
قلت لها: احيانا اتمنى ان اخسر قوتي و كل شئ في مقابل أن اكون ذلك الأله الذي كان بجانبك وقتها ، حتى و ان تلاشيت بعدها او عدت بشريا و نسيت ذلك.
قالت بضحكة : يبدو اننا افرطنا في الشراب ، هذه الشامبانيا رائعة.
قلت لها: هيا بنا اذن.
تحركنا و قلت لها اين سيارتك؟
قالت لي: لا اعلم ؟ لقد كانت هنا.
قلت باستغراب: اشعر ان المكان تغير ، هل تم اعادة افتتاح ذلك المطعم مرة اخرى؟ و كنت اشير الي مطعم قديم تم هدمه منذ فترة.
قالت : ربما ، يبدو كذلك.
عدنا للنادل و سألته: ما تاريخ اليوم؟
قال لي : انه الثاني و العشرين من شهر مايو
قلت له : من أي عام؟
نظر بأستغراب قائلا: من عام ٢٠١٢، و اكمل ضاحكا: يبدو أنك أسرفت بالشراب سيدي.

تمت

رسالة إلى صديقي العاشق


و الان ، ألم يحن بعد وقت التغيير ، أليس لحياتك معنى ، عن ماذا تبحث يا صديقي ؟|

هل تبحث عن الحب ؟
هل تبحث عن الجنس ؟
هل تبحث عن المال ؟
و الأن أسأل نفسك
هل ستكون راضياً إذا كنت في علاقة جنسية تفتقر إلى الحب ؟
الجواب هو لا
أنت تبحث عن الحب ، لأنه ما ينقصك
تبحث عنه و تفكر فيه و نفسك ليل نهار تعتصر من أجله
هل تذهب للصالة الرياضية من أجل الصحة حقاَ ؟
هل تهتم بصحتك من الأصل
يا عزيزي لا تراوغ كثيراً عقلك
فانا و انت نعلم الحقيقة
و لكن أي حب هذا الذي نبحث عنه
دعنا نبسط الأمور و نتخيل حياتك السعيدة التي ترنو إليها دون تزييف و دون مجاملة و دون كذب
ستكون سعيداً في حياة تنجح فيها على المستوى المهني
تحقق نجاحات مدوية
هذا كبداية ... لن تقبل أبداً بالسقوط المهني
و بعدها تأتي المعرفة و يأتي التطور الشخصي
تقرأ ، تكتب، ترسم ، تسافر ، تطور دائرتك الاجتماعية
ثم الحب
علاقة صافية ، تحبون بعضكم لمجرد الحب
لا يهم ان استاجرتم منزل لا يتعدى الخمسين متراً
مدام قريباً من البحر و مدام تستطيعون فيه أن تناموا فوق السطح لتشاهدوا النجوم سوياً
ستكون سعيداً عندما تجد شخصاً تستطيع أن تكون روحك حرة معه
تتحدث بكل أريحية و تفكر بكل أريحية
و تبتعد بحياتك معه عن الشهوات الميكانكية و تحولها لفن
الحب فن تجيده و لكنه فن جماعي
في الغالب تبجث عن شريك لتلك اللوحات
و لكن الشريك الذي في عقلك لن يحبك أذا قابلك
هل فعلا سيكون عدد ن الكيلوات الزائدة في جسدك هو العائق
يا صديقي لا تكذب على نفسك
أن تخاف
و تخاف و تخاف من الحب
و عندما تجد الحب فأنك تخافه
بشدة
و تفضل أن تكون العلاقة سطحية لانك تخشى الرفض
أنت لا تخشى شيئا بقدر الرفض
كم من شخص في حياتك تسعد و تنفتح روحك عندما فقط تحدثه
أوليس هذا الحب يا صديقي
أنك تحب
غارق في الحب

البعث الجديد


دخل الحلفاء برلين، يبدو أن الصيف هذا العام سيكون اهدأ بعد شتاء دموي ، ملايين البشر ما بين قتيل و جريح و مشرد، ملايين النساء الألمان تعرضو للاغتصاب و القتل بدم بارد جراء الغزو المعاكس، بعد امتلاء الصدور بالكراهية لهم بعدما أهانهم هتلر في السنوات الماضية، لقد جن جنون البشرية، لا مجال و لا أمل من تفادي النهاية. و ها هي تلوح بالهجوم النووي على اليابان و قتل ألاف البشر في ثواني قليلة.

كل هذه الافكار تجول بخاطري، تعتصر دماغي، تشعرني بالذنب كأنني المسئول عن كل هذا.
قاطعني صوتا مألوفا: لما كل هذا الحزن يا ديونيسوس ؟ أنت لست مسئولا عن كل هذه المجازر. اللوم يقع على آريس فلم تشغل بالك؟
نظرت لها بضعف قائلا: كيف لا أشغل بالي يا أثينا؟ لقد كنا ألهة سيئة في هذه الحقبة و ألوم نفسي على هذا الصراع من البداية، لقد أعمتنا الصراعات و لم نمنع الحروب او الامراض. أين كان زيوس عندما أرسلت أرتيميس الطاعون ؟ و أين كان عندما ثار آريس لمقتل أفروديت و بدأت الحروب و لم تهدأ الا بمقتله و لا أعلم متى سنراه ثانية و أين ستكون المعركة القادمة.
قالت أثينا بخفوت: على الأقل أنتهى كل شئ في ذلك المكان، و حان وقت فتح جرر النبيذ الجديدة و مهرجان أنثستيريا.
قمت من مجلسي و في يدي كأسي العزيز الكانثاروس و ارتفعت فوق أرض باريس ، كانت رائحة البارود و الموت لا تزال حاضرة بقوة و لكن ذلك لم يمنعني من أن أبدأ تعويذة الأحتفال:
وراء كل رجل عظيم إلهة أنثى، برحيلها سقطت طروادة، وبحزنها ماتت الأرض، بدعمه بُنيت حضارة صنعت التاريخ وعاشت معه طوال حياته. أمّا عن الآن، فليس لنا نحن، من ندعو صنّاع الحضارات بالأساطير، سوى أن نلطخ مداخل تاريخنا بقارٍ أسود، ونكتب عنوانه ”ادخلي أيتها العفاريت، نحن أنثيستيريا!“
أشهدكم يا آلهة الحب أن تكون تلك مدينة الحب و النبيذ لمئة عام قادمة ، أن تكون وجهة المحبين و أرض الحرية ، و أن يحميها كأسي المقدس من الغزو لحينها و أن تكون أزهارها رسالة حب و أن تفوح رائحة عطرها العالم أجمع. أشهدكم أنها مدينة أله النبيذ ديونيسوس.
أقتربت مني أثينا قائلة : و لك مني قبلة أمي ميتيس ألهة الحكمة و التي قتلها زيوس في مولدي خوفاً من أن أكون أقوى منه.
لقد كانت قبلة عظيمة بعثت كل الذكريات الرائعة على تلك الأرض, نشرت طاقة حب و أقرت التعويذة بأن تكون تلك هي مدينة الحب.
قاطعنا صوتا من خلفنا: من اجل تلك اللحظة تزوجت جايا من يورانوس، الجيل الرابع من الألهة.. الجيل الاخير من المحبين على الارض و فوق السماء و لكنهم لن يكونوا سعداء بما حدث بين كل هذا الجيل.
قلت له دون أن أدير وجهي عن أثينا: أبولو .. صديقي القديم .. كنت أعلم أنك قادم و أعلم ما تحمله بين يديك يا صديقي, سكين هايدز اله الجحيم ، لكن لا تقلق يا صديقي سنترك لكم العالم و سنصبح فانين.. لقد كان نبيذ الرمان الذي شربناه من رمان ديميتر المسموم.. سنموت يا عزيزي و سنصبح طيفاً يزور البشر كل بضع سنين بشكل بشري كامل. صدقني يا عزيزي هذا العالم لا يستحق.
بدأ مفعول السم يظهر سريعاً و تحولنا لطيف و لم يلحق بنا سكين هايدز في يد صديقي أبولو أو لربما لم يرد أبولو أن يجعلنا من اهل الجحيم فلربما ننقذه يوما ما.



يرن الهاتف معلناً عن موعد الأستيقاظ للذهاب للعمل، كم أكره الأستيقاظ ، غالبأ احتاج ساعة لا أتحدث فيها لأي شخص بعد الأستيقاظ و لكن ذلك لا يمنعني من أن أرسل رسالة صباحية " يسعد صباحك يا صديقة الروح" و لا أنتظر كثيراً حتى يأتي الرد " يسعد صباحك يا صديقي"
اليوم يوم خاص و زجاجة النبيذ التي قمت بصناعتها و تعتيقها من فاكهتي المفضلة الرمان قد تكون جاهزة للأستخدام، كانت تشبهه زجاجات الألهة القديمة. هذا يبدو مثيراً
بعد العمل ممرت بمحل قديم لأستلام كأسين بشكل خاص و تصميم خاص ، هذا التصميم يشبه كأس الأله ديونيسوس المسمى الكانثاروس ، يبدوا في غاية الجمال بالأذنين الكبيريتين وتصميمه القصير المناسب للجرعات الملكية.
قابلت صديقتي في مطعمنا المفضل و كنت أحمل معي زجاجتي المعتقة.
قلت لها: اليوم سيكون عظيما ، أحضرت الزجاجة و احضرت لكي الكأس الذي أخبرتك عنه سابقاُ
قالت بأبتسامة معهودة: رائع ، أنا متحمسة للتجربة.
بدأنا صب النبيذ الأحمر الفاتح جدا في الكأسين. شعرت بطاقة ملكية تسري في عروقي، و سمعت صوتاً يهمس في أذني: أشرب يا صديقي من نبيذي، العالم يحتاج الآن أله النبيذ أله المرح والروح المعنوية العالية.
قلت لصديقتي العزيزة: هل سمعتي صوتاً هامسا الأن؟
شربت الكأس الخاص بها بتلذذ ثم أبتسمت و ظهر الصف الامامي من أسنانها و مر به وميض خفيف و قالت: أشرب يا عزيزي ديونيسوس، لقد بعثنا من جديد.



-تمت-

رسالة إلى حبيبتي في المستقبل


حبيبتي،

اذا كنت تقرئين تلك السطور فعلى الأرجح نحن في علاقة واعية و جميلة تجعلني أبدأ يومي دائماً بالحب و الأمتنان و النظر الى عينيك و قول يسعد صباحك يا جميلة.
لقد مررنا بعدة تجارب مثيرة ، تطورنا كثيرا و أخذتنا الحياة لمنحنيات لم نكن لنتصورها ، أتذكر أول مرة شعرت تجاهك بالرغبة في التواجد بجانبك ، نظرة عينيك الأولى و ابتسامتك الصادقة الصافية، يوم أن جرينا مثل الأطفال و يوم كنا حقا أطفال.
كنت أمني نفسي بأن أقول لك كم أنتي رائعة منذ النظرة الأولى، لقد أنتظرت طويلاً قبل أن أقولها، أتمنى أن اكون عند حسن ظني بنفسي في علاقتي بك، و أن أظل مستمعا جيداً لك.
منذ أن صارحتك بما أحمله و النور في داخلي، لطالما كان موجوداً و لكنك اعطيتني الشجاعة الكافية لأشعل شموع الحياة.
أكتب إليك و أنا لست في أفضل حالاتي ، العمل يرهق روحي ، لقد كان حلما أن أكون هناك و ها هو يتحول إلى كابوس ، و لكنك الحلم الجميل الذي تحول لحقيقة. اليوم فكرت كثيرا في الانتحار ، تناولت طعامي و جلست في الشرفة و لأول مرة فكرت في عواقب أن ارمى جسدي للخارج و اترك كل شئ.. و لكن الحياة تستحق أن نستمر قليلاً على الأقل لأني أنتظرت تلك اللحظة التي أعيشها الآن معك.
الحياة مريبة في اللحظة التي اكتب فيها و لكنها مثيرة و جميلة بصحبتك، ما أدركته أن الحب لا يدرك التفكير و الأدهى من ذلك أنه لا يملك ذاكرة، حبيبتي إن في قلبي حب و أحاسيس ومشاعر تضطرب كلما رأيتك، فكأني أريد أن أختفي من هذه الدنيا، وأندمج في روحك، لأن نفسي دائماً ما تكون تواقة إليك، مولعة بك فأصبحت لا أستطيع أن أستغني عنك فرفقاً بي فإن بيديك أحد مفاتيح سعادتي.



مجرد بسمة

يرن المنبه في موعده، السابعة و النصف صباحا، شئ ما يمنعني من الخروج من عالم النوم ، لربما هو هو المهرب مما يحدث، يقاوم جسدي الخروج من بواب...